الجمعة، نوفمبر 18، 2016


عنوان الكتاب: رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
  الكاتب: نجم الدين سيدي عثمان
تاريخ القراءة: نوفمبر 2016
عدد الصفحات 282 صفحة
التقييم:4  نجمات


كقارئة جزائرية لم يسبق لي وأن قرأت عن رحالة جزائري صبَّ ما رآه وعايشه خارج أسوار الجزائر في كتاب... غير أن نجم الدين سيدي عثمان فعل هذا مؤخرا، سحبني أنا المهووسة بالسفر إلى أدغال أدغال القارة السمراء..
بُهِرت بالكتاب انطلاقا من العنوان والغلاف بمجرد أن رأيت إعلان صدوره وكان لي الحظ في الحصول عليه أثناء معرض الكتاب قبل أن تنفذ النسخ ال 500 التي بيعت كلها خلال فترة المعرض، ربما كنت محظوظة شأني شأن كل متعطش للسفر ولو عن طريق كتاب..
بالرجوع للكتاب الذي يحمل " رحلات جزائري في ربوع إفريقيا" ستمر كقارئ على عدة محطات تخطف حواسك أحيانا، تعيدها أحيانا أخرى، وتقف مشدوها في أحيان كثيرة.. 
الكاتب ينطلق من السودان البلد الذي كنت بمجرد أن اسمع اسمه يأتي إلى بالي مصطلح " الطيبة" ... لم يخيب ظني الكاتب، بل أكّد على إحساسي، قربني بالمقابل من الوضع الاقتصادي للبلد ومن تبعات الأزمة التي كانت نتيجة الصراع السوداني السوداني بين الشمال والجنوب، ما أدى إلى انقسام السودان أخيرا والوصول بالنتيجة التي يعرفها كل جزائري " الجزائر أكبر بلد إفريقي
الفصل الثاني كانت الرحلة نحو غينيا الاستوائية، البلد الذي لم أكن أقرأ اسمه سوى على خريطة الجغرافيا، أو اسمعه حين أعرف أن هناك مبارة كرة قدم، في هذا الكتاب ساعدني الكاتب على الذهاب أبعد بكثير من مجرد خريطة واسم تعرفت على كويت إفريقيا كما اكتشفت أنهم يطلقون عليها، تعرفت على أصولهم وطرق عيشهم ولبسهم وعن المليونين ذوو الآباء الاسبانيين، عن الرئيس الجشع، عن عادات الشعب المقيتة، أحسست بالاستفراغ وأنا أتعرف على وجباتهم، قردة، تماسيح وخنافس مشوية... السفر إلى غينيا كان مرعبا، لم أتوقع أن يكون هذا البلد مليء بالعاهات التي ذكرها الكاتب.. 
بعد غينيا هناك مالاوي، جنوب افريقيا، بوركينافاسو، ليزوتو، مالي، تنزانيا، البنين، ليبيا.. في كل بلاد مغامرة لا تقل تشويقا عن مغامرات السندباد، عن الزواج وطقوسه، عن الصراعات الداخلية، عن الهجرة، عن العمل، عن طقوس الأكل واختلافه، عن السحر المرعب... وكان فصل جنوب إفريقيا من أجمل ما قرأت..
إفريقيا مجنونة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى... 
الجميل في الكتاب أيضا أنه لم يقتصر على تصوير الجغرافيا أو السياسة بل مزج بين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والفنون وأدخل الأسطورة الإفريقية التي لا تخلو من العجائب..
العناوين الفرعية في كل فصل كانت أكثر تشويقا ربما من القصة نفسها، اذكر على سبيل المثال: 
السودان يوم انفصل الجنوب وفقد الشمال ساقيه! 
دخلت السودان بلدا وغادرته اثنان..
ليلة الهروب من دكتاتور غينيا..
نصف الشعب يتجسس على النصف الآخر
فئران مسلوقة ومشوية للأكل..
يستيقظون باكرا حتى لا يسبقهم أحد إلى الشقاء!
يلبسون الأغطية والبطانيات..
مرض النوم..
أرخص سيارات العالم، الكوكايين وحزب الله! 
كانت هذه بعض العناوين التي تشد أي قارئ قبل أن يطلع حتى على محتواها، أعجبت أيضا بإرفاق الكاتب لصور مختلفة شاهدة عما كتبه.. كانت متنوعة ومفيدة في آن واحد.. 
كنت سعيدة أن كانت قراءتي لهذا الشهر مع هذا الكتاب المتميز، تمنياتي أن أقرأ لتجارب جزائرية أخرى ينقلها لنا شباب مبدعون... 

الثلاثاء، أكتوبر 11، 2016

روحي تسافر وجسدي يغتبط!

كلما قرأت هذه المقولة، وربطتها بكتابي ينتابني شعور بقيت عاجزة أمام وصفه <3
"أن تؤلف كتابًا، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة. أن يقرأه ليلًا. أن يختلج قلبه، لسطرٍ يشبه حياته. ذلك هو مجد الكتابة".

عرائس الماريونيت في البرتغال، إسبانيا، شوارع مدريد وملعب برشلونة :)
روحي تسافر وجسدي يغتبط





















الجمعة، سبتمبر 30، 2016

الوجع الإجتماعي في "عرائس الماريونيت"

حواري مع جريدة المواطن الذي نُشر يوم 26 سبتمبر 2016 م
أجرت الحوار الصحفية: سعاد طاهر محفوظي
 :

- من هي الهام مزيود ؟

إلهام مزيود واحدة من "عراس الماريونيت" التي تحاول بقلمها قطع الخيوط التي تحرِّكها، لست أكثر من فتاة عادية، وواحدة من أفراد المجتمع الكبير، لا يمكنني أن أقول عن نفسي بأنني أستحق لقب كاتبة، ولكن أنا أسعى فقط إلى التعبير عن نفسي وهواجسي الإنسانية بالكتابة، مثلما قد يعبر غيري عن نفسه بالرسم أو العمل أو الموسيقى أو الدراسة.
.
- هل لك أن تخبرينا باختصار  عن بداياتك في مشوار الكتابة؟
البداية كانت مع تدوين اليوميات والأحداث التي كنت أعيشها في فترة المراهقة، وبعض الخربشات التي كنت أسميها شعرا، رغم أنها لا تصنّف كذلك أبدا، وقد مرتعلي فترة من حياتي،كنت أعيد فيها كتابة الحلقة الأخيرة لكل مسلسل أشاهده مستخدمة خيالي بإعادة تصوير الأحداث بالطريقة التي أريدها.. معالوقت اكتشفت أن لدي باعا طويلا في مراقبة تصرفات البشر مما ساعدني على تحويل تلك التصرفات والأحداث إلى قصص.

-
هل لكِ أن تحدثيني عن أول عمل قصصي  لك؟
أول عمل لي هو عبارة عن مجموعة قصصية، تحتوي على 23 قصة، عادة يختار الكاتب عنوان إحدى قصصه ليكون عنوان المجموعة ككل، لكن في حالتي هذه ولأن قصصي تتشابك وتتقاطع في عدة نقاط أردت أن أختار لها عنوان عريض يحتضن جميع القصص، فكانت "عرائس الماريونيت" التي تصب جميعها في الوجع الاجتماعي.

- رغم أني قرأت  مجموعتك القصصية  " عرائس الماريونيت" ولكن أريد تشويق القارئ الكريم بشرحك لبعض  محطاتها ؟
كما سبق وذكرت المجموعة تغوص في أوجاع المجتمع وخفاياه، استنزفت مني سنتين لتخرج بالشكل الذي بين يدي القارئ حاليا، قصصي مزجت فيها خيالي بحقيقة المجتمع، في أغلب الأحيان كانت تُلهمني تصرفات قد تبدو بسيطة جدا، أحوّرها بالشكل الذي يليق بأن تكون قصة تجذب القارئ، أغلب الأحداث لامست وجداني قبل أن أحولها إلى قصص.حين كنت أكتب القصة وأفرغ منها أعيد قراءتها لأرى وقعها على نفسي، متذكرة نصيحة أعتقد أنها لماريو بارغاس يوسا يقول فيها بالتقريب "أن النص الذي يبكي الكاتب سيبكي القارئ".. وبالفعل القصص التي آلمتني ككاتبة مثل "الجوع كافر"،" أرقام خيالية"، "أحلاهما مر" وذرفت لأجلها دموعا آلمت القارئ ولو بنسب متفاوتة حسب ما قرأت وما وصلني من آراء حتى الآن.

-
كيف انتابتك الأفكار التي حُبِكَت فيها أحداث قصص المجموعة؟
أي ملاحظ لحياتنا الاجتماعية سيجدها مليئة بالأحداث التي لو ألفنا لأجلها مجلدات لما استوفيناها حقها، لكن اختيار الموضوع والفكرة بحد ذاتها يبقى هو العائق لدى الكثيرين، وحتى حين نجد الفكرة أو نختارها يبقى الهاجس الأكبر المتمثل في تحويلها إلى قصة، بالنسبة لي كنت أسجل دائما في مفكرتي الصغيرة الأحداث التي تمر بي "في المناسبات الاجتماعية أو العمل، أو في المواصلات"،وهي الأحداث التي أرى أنها تستحق أن تعجن لتصبح قصة ناجحة أو تضاف كوقائع وشواهد لقصص أخرى، لقد أصبت حينا وفشلت أحيانا أخرى، وكانت النتيجة " عرائس الماريونيت"..

- كل كاتب و مبدع له لغته الخاصة و منظوره الخاص للكتابة ، فماذا يمثل  بالنسبة لإلهام مزيود هذا الفعل، و هل الكتابة ضرورة وجودية أو ترفيه خاص للممارسة الأدبية ؟
بما أنك قرأت المجموعة فلا شك وأنك لاحظت مثلما لاحظ أغلب القراء أن لغتي سهلة بسيطة، ربما لأني حاولت التركيز على الأفكار بالدرجة الأولى من جهة،ومن جهة أخرى أردت أن تكون في متناول مختلف القراء، خصوصا وأنه عملي الأول، وستقرأ لي فئات مختلفة من مجتمعي، أنا لا أزكي نفسي ولا يعني هذا أني أمتلك لغة قوية وألفاظ جزلة لكن لدي جملا رغم بساطتها أتمنى أن أصيب بها هدفي المنشود.
بالنسبة للشطر الثاني من سؤالك سيدتي يمكنني أن أجيبك بهذه المقولة لرسول حمزاتوف يقول فيها:

إذا كنت تستطيع أن لا تكتب فلا تكتب
أيمكن ألا أكتب؟
 المريض الذي يتوجع كثيراً هل في إمكانه أن يكف عن الأنين


كيف أثرت الأسرة في حياتَكِ  ككاتبة؟
طبعا الأسرة كانت الركيزة الأساسية لتكويني الثقافي وتوجهي الأدبي وكانت البداية من المكتبة الضخمة لوالدي التي كانت كنزا حقيقيا بما تحتويه من كتب في مجالات مختلفة وبلغات مختلفة أيضا، فأذكر أنني في سن الطفولة ولولع أبي بشعر "مفدي زكريا" جعلني أحفظ الإلياذة عن ظهر قلب، وقرأت بفضل ترشيحه "كتاب كليلة ودمنة" الذي كان ضخما جدا مقارنة بيدي الصغيرتين، وقرأت خلسة وأنا في سن الطفولة رواية " الزنبقة السوداء" لألكسندر دوماس، ثم مع ولوجي المراهقة بدأت أختار كتبي بنفسي فكنت قد قرأت سلسلة "الناجحون" الصادرة عن دار العلم للملايين ومن خلال أسلوبها الشيق والمفيد أحببت الكتب أكثر لأنتقل إلى قصص "ألف ليلة وليلة"، ثم عشقت القراءة وولعت بها وأنا أنغمس في أدب الروايات مع جبران خليل جبران وروايته الجميلة " الأجنحة المتكسرة".. كل الذي سبق جعلني أفكر دوما في وضع بصمتي أنا الأخرى، على أمل أن تلهم كلماتي أحدا يوماً ما.

-لمن تقرأ إلهام عادة و من هم الكُتاب الأكثر تأثيرا عليك ؟ ( جزائريين وأجانب)
عادة أقرأ في مجالات مختلفة ولكتاب متنوعين من كافة الثقافات والإيديولوجيات، هناك الكثير من الأعمال خلدت في مخيلتي ربما أذكر جبران خليل جبران الذي كان ولا يزال الكاتب الذي لا أستطع أن أملَّ أسلوبه ولا طريقته في الكتابة ولا أفكاره، رضوى عاشور كاتبة أبدعت بكل المقاييس أعتبرها المرأة القدوة، أحببت أيضا سنان أنطوان وأسلوبه الذي كان بوابتي للعراق، خوسيه ساراماغو من خلال رائعته العالمية " العمى" التي صور فيها الأحداث بطريقة عبقرية ونادرة جدا، فيكتور هيغو صاحب الروائع فإلى جانب إبداعه في البؤساء أتحف عقلي ووجداني في أحدب نوتردام ومذكرات محكوم عليه بالإعدام يعتبر من الكتّاب النادرين جدا، وسيكون عصيا على الأدب أن ينجب أمثاله على الأقل حسب رأيي.
عن الكتَّاب الجزائريين "مفدي زكيا" أولا وقبل كل شيء ربما لأني تتلمذت على لغته، "مولود فرعون"، "واسيني الأعرج"...
 لو أعددت الكتّاب الذين تأثرت بقلمهم لا أظن أنني سأنتهي، لذلك سأكتفي بهذا القدر.

- هل للقارئ معرفة الكتب التي نالت إعجاب إلهام القارئة؟
هذا أصعب سؤال يطرح علي دائما من طرف أصدقائي القراء، لكنني سأحاول أن أختار في كل مجال كتاب أو كتابين:
روايات عربية: زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصر الله.
روايات أجنبية: مزرعة الحيوانات لجورج أورويل، زوربا لنيكوسكازانتزاكيس..
سيرة ذاتية: الأيام لطه حسين.
شعر: أثر الفراشة لمحمود درويش.
مسرح: في انتظار جودو لصمويل بيكيت.
تنمية بشرية: تخلص من ولكن لشون ستيفنسون.
كتب فكرية: نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية لمحمد أركون، حيونة الإنسان لممدوح عدوان..
أدب الرسائل: الشعلة الزرقاء رسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة.
les plus belle lettre d'amour de Madeleine Chapsal

- بمن تأثرت إلهام من كتاب القصة العربية؟
قرأت للكثير من المغاربة والمشارقة، ولدى كل كاتب أجد نفسي في موضع ما، لكن وكما سبق وذكرت كان لجبران الوقع الخاص داخلي، والصدى الجميل في نفسي بالدرجة الأولى، ويمكنني أن أضيف ميخائيل نعيمة، الأسلوب الجذاب لهذين الكاتبين جعلني دائما أغرق في بحر حروفهما وكلماتهما.

- من يقرأ لإلهام  يلاحظ حضورا مميزا للمرأة، كيف تبررين ذلك ؟
قبل أن أكون امرأة أنا إنسان، ومن خلال ملاحظتي وملاحظة كل إنسان للوضع الاجتماعي سيجد دائما فئة مضطهدة على حساب فئة أخرى، ربما تظهر المرأة بصورة جلية في القصص، وهذا أبسط ما يمكن تقديمه لها، ففي الوقت الذي تعيش فيه المرأة في عدة مناطق من هذا الوطن حياتها الطبيعية كإنسان توجد في مناطق أخرى امرأة تفتقد شروط العيش ككائن حي، ومع هذا أنا لم أكتب عن المرأة فحسب، فهناك قصص عن الغربة، الفقر، الشعوذة، الطفولة المسعفة.
-
لاشك أنك تحتفظين في ذاكرتك بأول ما خطّه قلمك ؟
طبعا لا أحتفظ في ذاكرتي بتلك الخربشات التي كان يخطها قلمي لكن أتذكر أول قصة كتبتها "سيد الحبايب" أواخر ديسمبر من عام 2013، القصة استلهمتها من ضحايا العقم، وأقول ضحايا لأن المجتمع لازال ينظر إلى المرأة التي لا تنجب على أنها مجرد أرض بور لا تصلح لشيء، ولا أحد حاول الغوص في نفسيتها المحطمة ولا بالإنصات للأنين الذي تطلقه عند كل لحظة ترى فيها طفلا يضحك أو يصرخ أوينادي "ماما"، بالمقابل نجد في مجتمعنا وبكثرة، من ينجب أطفالا لأجل الإنجاب لا غير، دون تخطيط مسبق ولا تنظيم رغم الوضع المزري الذي يعيشه.

-
كيف وجدت الانطباعات الأولى للقراء الأوائل لعملك ؟
عملي عرضته على عدة قراء أثق في آرائهم قبل حتى أن أنشره، لقد استفدت كثيرا من ملاحظاتهم وانتقاداتهم وتوجيهاتهم، وقبل أن يقيمني القارئ ورغم أن انطباعات القراء حتى الآن لا بأس بها غير أنني أعلم جيدا أن عملي ليس بالقوة التي ستجعل الجميع يفتح فمه من الدهشة، العمل كتبته منذ سنتين وقد ترددت كثيرا في نشره خاصة حين كنت أفكر أنها مشاعر وأحاسيس فتية بلغة بسيطة ربما لم تصل حد النضج المطلوب للوقوف جنبا إلى جنب مع عمالقة الأدب ومفكريه، الجرأة وإطلاعي على الأعمال الأولى للكثير من الأدباء الكبار جعلني أقدم على هذه الخطوة.. وشعاري دائما أنه لا أحد يولد عظيم..

-هذه الأسماء بالنسبة لإلهام :
-
المنفلوطي:يكفي أنني جعلت من كلماته العذبة مدخلا لكتابي.
هيفاء بيطار :لم أقرأ لها من قبل.
خليل جبران:كل شيء جميل.
الطاهر وطار:أعجبت بما يكتب من خلال روايته " الشمعة والدهاليز"
محمود درويش :الشاعر الذي يسد كل ثغرات روحي، وأنا مستعدة أن لا أستمع لغيره وهو يلقي أشعاره.
- ماذا تقول "الهام " في ختام
هذا اللقاء الجميل ؟

كل الشكر لك، ولاهتمامك وللوقت الطيب الذي قضيناه في هذا الحوار، وإلى كل من أعطى كتابي جزءا من وقته.

الأربعاء، أغسطس 31، 2016

ضحكة القلب للحلم الأول "عرائس الماريونيت"



عن أول أمل يتحقق وأول حلم أحضنه، عن أول ضحكة حقيقية لقلبي، عن أول إنجاز، عن أول مولود بعد مخاض عسير، عن "عرائس الماريونيت" ومشاعري الفتية التي سكبتها بين دفتيه، الكتاب الذي استنزف مني الكثير، والصعوبات لم تكن في كتابته بقدر ما كانت في نشره وإخراجه للنور..

ليلة 08 أوت 2016 وقبل أن أخلد للنوم، قلت في نفسي ماذا لو وجدت نفسي وحيدة غدا في القاعة؟
ماذا لو لم يحضر لأجلي أحد؟
صباح 08 أوت 2016
يعجز لساني عن وصف روعة أصدقائي، وجودهم، تشجيعاتهم، ضحكاتهم، سيبقون في الذاكرة حتى لو لم أستطع وصفهم بما يستحقون لأني إن فعلت ستكون كل الصفات وعبارات الإمتنان ضيقة جدا عليهم..
كل شيء يطلق عليه مصطلح " أول" لن تنساه الذاكرة أبدا، كيف إن كان الدافع نحو "أول" خطوة لتحقيق الحلم، عن أول شخص قرأ لي أول قصة، أول شخص آمن بي وبأحلامي، أول شخص دفعني دائما نحو الأمام رغم كثرة تذمري وثقتي المتقهقرة في نفسي، أول شخص قال أنا معك حتى النهاية، سيبقى الأول حتى لو كتبت مئات الكتب بعد هذا الكتاب، حتى لو قطعت آلاف الأميال بعد هذه الخطوة، "خلف" الله عليه :) 
    - أول وقوف لي أمام الملأ: 

-         أول نسخة تجريبية عن كتابي الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع للناشرة سميرة منصوري..


-         أول ظهور لكتابي على الجرائد كان على صفحات جريدة النصر يوم 22 ماي 2016  بقلم الصحفي: سامي حبّاطي.


-         أول ظهور تلفزيوني لي كان على قناة الشروق يوم 09 أوت 2016، بميكرفون وكاميرا الأستاذة: إيناس دفوس، التي كان حضورها أكبر سند بالنسبة لي يوم 08 أوت 2016.
 https://www.youtube.com/watch?v=mCw5oyaxxFg
-         أول تغطية إعلامية كاملة كانت من خلال وكالة الأنباء الجزائرية عن طريق الأستاذ الحسن بلخير، تبعه مقال على عن الوكالة على جريدة الشعب باللغتين العربية والفرنسية..



-         مقال عن الكتاب على موقع دزايروان بقلم الأستاذة فتيحة زماموش..

 http://www.dzairone.com/2016/08/23/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%88/


-         أول لوحة بريشة الجميلة نور الهدى سيدي، أجمل هدية حصلت عليها ..

 والصور الجميلة طبعا كانت بكاميرا فريق Mila Photography والجميلة رانيا 






-         رابط الكتاب الكتاب على موقع غودريدز:
 https://www.goodreads.com/book/show/30240531?from_search=true
-          رابط الكتاب على موقع أبجد: 
https://www.abjjad.com/book/2636742659/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%AA/2637037571/reviews

 صفحتي على الفيسبوك: 
https://www.facebook.com/mezioudilhem/?fref=ts

أرحب بجميع آرائكم وانتقاداتكم :) 


الخميس، يونيو 16، 2016

مراجعة "2"


عن عرائس الماريونيت
القارئة: أسماء قرآن/ الأردن 
ثلاثة وعشرون حياة وحياة
حياة واحدة كُتبت لنا لنحياها... 
وفي دهاليزها أودع اللّه روحاً لتشعّب منها ثلاثة وعشرون حياة اخرى... حيوات لم تستغرق في تلك الكبرى أربع ساعات متواصلة.
ثلاثة وعشرون قصة كنت في بعضها شخوصها ... مررت بها وعشت تفاصيلها. 
كالقصة الأولى : بداية الكتاب وبداية تشكل الذرى في مقلتاي ... فقد رأيتني بها وكنت هناك بين سطورها ووجعها.
وفي بعضها الآخر أغفلت عن ذاتي ونسيتها وتقمصت الدور بإتقان فاستشعرت الألم ... الجوع...الفقر...الحزن...الفقد...الأسى.....
وكل هذا ليس سببه سوى عادات وتقاليد أُتبعت بل فُرضت علينا. 
و مع ختام كل حياة اكتمل طور من أطوار أهاليل عيني حتى أبكتني الصفحة الـ 100... نهاية الكتاب.
الهام مزيود: الروح التي منحتني في كتابها ثلاثة وعشرون حياة في أربعة ساعات. 
الأنثى التي لامست نبض مثيلاتها من الإناث وعرائس الماريونيت التي تتلاعب بحبالها أعراف المجتمعات وتقاليدها البالية. 
الإنسانة التي أدفقت من فيض إحساسها وابلاً ليوقظ ضمائراً من سبات سرمدي.
إلهام مزيود : لم أقابلها يوماً لكنني قابلت فيها عقلها، إحساسها و ملامح وجه طفولية ارتسمت لها في مخيلتي قبل أن تصادفني صورة لها... لست على معرفة عميقة بها لتنال مني مديحاً مصطنعاً ولم أعتد يوماً أن أنثر حروفي ورداً على من لا يستحق.
على أمل أن نلتقي يوماً ما صديقتي 😉😉😉
Oh , mon Dieu c’est quoi ça ? ! 😂
انتظر منك توقيعاً على نسختي 😍😍😍 
يعطيكي الصحة ربي وسلم مدادك كاتبتنا وبارك الله فيكي

الأربعاء، يونيو 15، 2016

مراجعة "1"


عن عرائس الماريونيت 
إعتدال بلعورة / الجزائر 
الأدب يختار سادته.. و الكلمة تختار مملكتها.. و ليس للجميع قدرة التفوق و السيادة حين نتحدث عن الأسلوب و الكلمة و الفكرة. و لن يمنح الأدب شرف الانتماء إليه إلا لمن سيعبرون عن واقعهم و خيالاتهم بذلك الأسلوب النقي الذي يأسر الألباب و القلوب.. و هنا نهنئ الأدب العربي بإضافة جميلة و راقية تتمثل في كتاب العزيزة إلهام مزيود بعنوانه الشيق 'عرائس المريونيت' و نهنئ الكاتبة بانضمامها و بجدارة لعالم الأدب و الكلمة الساحرة. حين أرسلت المبدعة الهام الكتاب جذبني العنوان كما تصميم الغلاف بلونه الأزرق الصافي و توقعت بداية موفقة للكاتبة فمعروف عنها الإبداع و الشجاعة في طرح الأفكار و صياغتها في أسلوب سلس و مميز ولكن ما قرأته فاق توقعاتي فانقطعت برهة من الزمن عن عالمي لترسلني صاحبة الكلمة الساحرة إلى عوالم مختلفة أرى أشخاصها بين فرحة و قرحة بين رضا و سخط بين ايمان قوي و ضعف.. حتى ترى نفسك في كل قصة و كأنك المعني بها و كأن روحك تنتقل بين أرواحهم تؤازرهم و تقف الى جانبهم تهنئهم و تعزيهم.. ان مجموعة القصص هذه هي حقا إضافة للأدب كما للنفس و العقل و القلب فتفتح عينيك على المظلومين و المحرومين و تفزع لحجم الشر في نفوس البعض و غرورهم بأنفسهم و تستغرب جهل الاخرين و حجم العمي الذي أصاب بصائرهم. كل هذا يضاف الى عالم من الجمال في اختيار الكلمة و تركيبها لتشكل نصوصا راقية المحتوى و عميقة المعنى

الثلاثاء، مارس 08، 2016

كل عام وأنت زهرة، بل كل عام وأنت زهرة اللوتس!


بحثت طويلا عن تشبيه يليق بروح المرأة فلم أجد لها سوى “الزهرة” تضاهيها في رقة حديثها، وجمال شكلها، وأريج عبيرها، وقوة حضورها..
وتساءلت كثيرا عن ثمن المكافأة الذي تستحقه تلك التي ربّت وعلّمت وسهرت وترمّلت وثُكِلت وشُرِّدَت وهُجِّرت في الحروب، وهُدِمَّت أحلامها وسرقت ضحكتها ودفنت طموحاتها، التي أبدعت وانفردت، التي أعطت دون مقابل وربتت على كتف الألم والمعاناة لتبقى جبّارة كجبل أمام العواصف الهوجاء…
هنا المرأة المتعلمة المثقفة التي تداوي الآلام وتسد ثغرات الجهل والرجعية، التي تتفنن في زخرفة الحروف وصقل الكلمات لتهبنا جملا وعبارات مبتدعة.. وهناك الثورية ابنة الحروب أم وأخت وزوجة الشهيد، تودِّع الغالي ثم تلتفت لتنحت من ألمها أملا جديدا، تحمل في يمناها بندقية وفي يسراها شعلة للحرية.. وهنالك في موطن آخر غير موطنها تنكِّس لك القلب تلك اللاجئة التي استودعت الحرب ذكريات طفولتها وشبابها وفرّت بفلذات كبدها علّها تجد لهم فسحة أمل يفرشون عليها ضجيج طفولتهم البريئة.. وفي أقاصي الجبال هناك الكادحة التي لن نستطيع سوى استراق النظر إليها بخجل المستضعفين، تلك التي لا تقف لساعات وساعات أمام المرآة، تلك التي أحنت ظهرها ليستقيم حال أسترتها…
أي عيد يستطيع أن يختزل في سويعاته سنوات بل قرون من العطاء، فمهما اختزلنا عبارات الشكر والثناء لنصوغها بلسما لأجل قلبها النابض بالعطاء لن ترده إلينا سوى أضعافا مضاعفة، وهنا تستوقفني مقولة للكاتب التركي عزيز نيسين :” كلما قدمتم للمرأة شيئا تعيده إليكم مضاعفا بمرات عديدة، إن قدمتم لها بيتا تعيده إليكم عشا دافئا.. وإن قدمتم لها خضارا تعيده إليكم طعاما شهيا.. وإن قدمتم لها ابتسامة تقدم لكم قلبا محبا..”
كل عام وأنت زهرة، بل كل عام وأنت زهرة اللوتس مهما اشتد تلوث المستنقع الذي تعيش فيه غير أنها لا تزداد سوى جمالا وروعة..

الاثنين، يناير 18، 2016

هذا الكاتب مفلس!


الكاتب غير القاريء مفلس ليس من عدد القرّاء أو المعجبين وإنما بما سيقدمه لهم في كل مرة، هذا ما يمكن استنتاجه من خلال بعض البحث والتقصي لحالة بعض الكتّاب الذين لم يهضموا بعد فكرة إلزامية الغوص في بحر القراءة والإطلاع…
من المؤكّد أن الموهبة تلعب دورا فعالا في الأمور الإبداعية غير أنها وحدها لا تكفي البتة ولا تسدُّ رمق المتتبع والمتطلع دوما لكل ما هو جديد ومختلف… فكل عمل يحتاج إلى جهد جهيد حتى يخرج في صورة بعيدة عن الشوائب والثغرات المسيئة للعمل والعامل عليه في نفس الوقت…
ولعلنا لو غيرنا الوجهة قليلا إلى موهبة الرسم سنُدرِك أكثر فداحة الموضوع، فلو سلمنا أن هناك طفلا مبدعا رسم لوحة جذابة سنعجب بها حتما، هذا الطفل، ومحاولة بعد الأخرى سينجز لنا اللوحة لكن بصورة مكررة رغم أنها في إطار جذَاب وقالب جميل فالمحتوى واحد وخطوط الريشة تدور في نفس الحلقة خالية من روح الانعتاق إلى ما هو أسمى، فلا تتحرر من ذلك الشكل أبدا إلى شكل أكثر تنوعاً… وستحنط في إطارها..
على هذا الرسام أن يشرع عينيه جيدا ويزحف بعيدا عن قوقعته نحو عوالم جديدة ومبتكرة في الفن فكثرة التأمل في الفن الراقي تجعل المتأمل لا يرضى سوى بما هو أرقى، وكذلك إذا جعلنا المقولة تنعكس على الكاتب فليس بوسعنا إلا أن نضيف بأن الإلهام لن يتدفق بشكل متميز إلا إذا جعلناه ينهل من روافد متشعبة… كل إنسان لديه الحق في الإبداع أو ممارسة العمل الإبداعي وكل كاتب ما هو إلا تلميذ في مدرسة الكتابة ولكي يستفيد من هذه المدرسة العريقة ولا يكون تواجده فيها منحصرا في تسجيل اسمه فقط أو كسب شهرة ونجاح ساحق يقيمه بموضة ال “باست سيلر” عليه يقتفي آثار كبار الأدباء والكتَّاب ويُنصِتَ جيّدا لنصائحهم التي تجتمع كلها في خانة حتمية المطالعة..
ولو أردنا أن نعطي مثالا بسيطا عن العقار الذي تمنحه المطالعة للفرد لن نجد أحسن من العصامي، العقاد الذي قال عن أدبه أنه “ليس مروحة في أيدي الكسالى النائمين” ، نعم العقّاد الذي لم يكمل دراسته فتحت له كثرة المطالعة أبوابا من الفكر الفذ جعلته يقارع به كبار الأدباء والمفكرين، فلولا قراءة العقاد لخمسين ألف كتاب خلال حياته مثلما ذكر تلميذه أنيس منصور، ولولا إطلاعه على غياهب الأدب المكدس على الورق هل كان يستطيع أن يرفض بأن يكون مروحة في أيدي الكسالى النائمين؟…
الإنسان بطبعه ما هو إلا باحث عن ذاته، ولن يجد هذه الذات إلا إذا عُجِن وتقولب مئات المرات، ولن يجد جلده الحقيقي إلا إذا غيّره باستمرار، وبالتالي لا بد للكاتب أن يحرر نفسه مرارا وتكرارا في بحر القراءة ليعيد جمع شتاته داخل محبرته…
إلهام مزيود