من قال إننا لا نحب بعض فهو كاذب ومفتر، ويريد زرع الفتنة والتشتت بين بعضنا البعض، نحن البشر نحب بعضنا البعض لدرجة لا يمكن لأي عقل تصورها وهذا الحب ليس نابعا من العبث بل صورة التضامن التي يتم رصدها بكل ارتجالية ، فمن خلال مشاهدتك اليومية لهذا الحب سيتجلى لك في صور التقطت بطريقة تجعل قلوب العالم تدمع...
وكمثال بسيط فإنه قبل مدة ليست بالطويلة وخلال تنقلنا من مدينة إلى مدينة استغرقنا وقتا أطول من السفر من بلد إلى بلد آخر، ركن المسافرون سياراتهم فجأة وهرعوا مهرولين إلى مكان كانت فيه سيارة مقلوبة رأسا على عقب، وعائلة مكونة من أب وأم وثلاث أطفال ملامحهم أختفت تحت الدماء التي غطتهم، وقد جعل هول الصدمة الجميع يتأثر لدرجة أن كل واحد أخرج هاتفه النقال وأخد يلتقط صورا ويسجل فيديو يصور فيه هول الحدث قبل أن تتدخل الحماية المدنية وقوات الشرطة لتفضَّ هذا التضامن الغريب...
التضامن لم يتوقف هنا فحسب فقد تم نشر الصور مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع من الصفحات، واليوتيوب الذي كان له حصة الاسد بمقاطع الفيديو، والجمل المرفقة بكل صورة هي تلك الجمل الفريدة من نوعها التي طغت وانتشرت بشكل سريع لدى شعبنا العربي الحنون، "اضغط لايك وقل الحمد لله"، " ان لم تنشر الصورة فإن الشر هو الذي منعك" ، " اذا كنت تحب الله فعلق على الصورة" ... ولأن الجميع يحب الله ويريد أن يثبت أن بذرة الحب لم تمنعه من الاعجاب فإنهم يعجبون ويعلقون بل ويشاركون الصورة بكميات هائلة، والأمر لا يقتصر على هذا الحادث الذي أدرجته كمثال بسيط جدا، الامر تعداه للتسابق بعرض جثث الأطفال المشوهة، بتصوير أدق التفاصيل المؤلمة من أجل الحصول على لقب" أحسن مصور" أو " أحسن صورة" ... هذا هو التضامن والحب في أوج عطائه المخزي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق