عن عرائس
الماريونيت
إعتدال بلعورة /
الجزائر
الأدب يختار سادته.. و
الكلمة تختار مملكتها.. و ليس للجميع قدرة التفوق و السيادة حين نتحدث عن الأسلوب
و الكلمة و الفكرة. و لن يمنح الأدب شرف الانتماء إليه إلا لمن سيعبرون عن واقعهم
و خيالاتهم بذلك الأسلوب النقي الذي يأسر الألباب و القلوب.. و هنا نهنئ الأدب العربي
بإضافة جميلة و راقية تتمثل في كتاب العزيزة إلهام مزيود بعنوانه الشيق 'عرائس
المريونيت' و نهنئ الكاتبة بانضمامها و بجدارة لعالم الأدب و الكلمة الساحرة. حين
أرسلت المبدعة الهام الكتاب جذبني العنوان كما تصميم الغلاف بلونه الأزرق الصافي و
توقعت بداية موفقة للكاتبة فمعروف عنها الإبداع و الشجاعة في طرح الأفكار و
صياغتها في أسلوب سلس و مميز ولكن ما قرأته فاق توقعاتي فانقطعت برهة من الزمن عن
عالمي لترسلني صاحبة الكلمة الساحرة إلى عوالم مختلفة أرى أشخاصها بين فرحة و قرحة
بين رضا و سخط بين ايمان قوي و ضعف.. حتى ترى نفسك في كل قصة و كأنك المعني بها و
كأن روحك تنتقل بين أرواحهم تؤازرهم و تقف الى جانبهم تهنئهم و تعزيهم.. ان مجموعة
القصص هذه هي حقا إضافة للأدب كما للنفس و العقل و القلب فتفتح عينيك على
المظلومين و المحرومين و تفزع لحجم الشر في نفوس البعض و غرورهم بأنفسهم و تستغرب
جهل الاخرين و حجم العمي الذي أصاب بصائرهم. كل هذا يضاف الى عالم من الجمال في
اختيار الكلمة و تركيبها لتشكل نصوصا راقية المحتوى و عميقة المعنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق