الخميس، يونيو 16، 2016

مراجعة "2"


عن عرائس الماريونيت
القارئة: أسماء قرآن/ الأردن 
ثلاثة وعشرون حياة وحياة
حياة واحدة كُتبت لنا لنحياها... 
وفي دهاليزها أودع اللّه روحاً لتشعّب منها ثلاثة وعشرون حياة اخرى... حيوات لم تستغرق في تلك الكبرى أربع ساعات متواصلة.
ثلاثة وعشرون قصة كنت في بعضها شخوصها ... مررت بها وعشت تفاصيلها. 
كالقصة الأولى : بداية الكتاب وبداية تشكل الذرى في مقلتاي ... فقد رأيتني بها وكنت هناك بين سطورها ووجعها.
وفي بعضها الآخر أغفلت عن ذاتي ونسيتها وتقمصت الدور بإتقان فاستشعرت الألم ... الجوع...الفقر...الحزن...الفقد...الأسى.....
وكل هذا ليس سببه سوى عادات وتقاليد أُتبعت بل فُرضت علينا. 
و مع ختام كل حياة اكتمل طور من أطوار أهاليل عيني حتى أبكتني الصفحة الـ 100... نهاية الكتاب.
الهام مزيود: الروح التي منحتني في كتابها ثلاثة وعشرون حياة في أربعة ساعات. 
الأنثى التي لامست نبض مثيلاتها من الإناث وعرائس الماريونيت التي تتلاعب بحبالها أعراف المجتمعات وتقاليدها البالية. 
الإنسانة التي أدفقت من فيض إحساسها وابلاً ليوقظ ضمائراً من سبات سرمدي.
إلهام مزيود : لم أقابلها يوماً لكنني قابلت فيها عقلها، إحساسها و ملامح وجه طفولية ارتسمت لها في مخيلتي قبل أن تصادفني صورة لها... لست على معرفة عميقة بها لتنال مني مديحاً مصطنعاً ولم أعتد يوماً أن أنثر حروفي ورداً على من لا يستحق.
على أمل أن نلتقي يوماً ما صديقتي 😉😉😉
Oh , mon Dieu c’est quoi ça ? ! 😂
انتظر منك توقيعاً على نسختي 😍😍😍 
يعطيكي الصحة ربي وسلم مدادك كاتبتنا وبارك الله فيكي

الأربعاء، يونيو 15، 2016

مراجعة "1"


عن عرائس الماريونيت 
إعتدال بلعورة / الجزائر 
الأدب يختار سادته.. و الكلمة تختار مملكتها.. و ليس للجميع قدرة التفوق و السيادة حين نتحدث عن الأسلوب و الكلمة و الفكرة. و لن يمنح الأدب شرف الانتماء إليه إلا لمن سيعبرون عن واقعهم و خيالاتهم بذلك الأسلوب النقي الذي يأسر الألباب و القلوب.. و هنا نهنئ الأدب العربي بإضافة جميلة و راقية تتمثل في كتاب العزيزة إلهام مزيود بعنوانه الشيق 'عرائس المريونيت' و نهنئ الكاتبة بانضمامها و بجدارة لعالم الأدب و الكلمة الساحرة. حين أرسلت المبدعة الهام الكتاب جذبني العنوان كما تصميم الغلاف بلونه الأزرق الصافي و توقعت بداية موفقة للكاتبة فمعروف عنها الإبداع و الشجاعة في طرح الأفكار و صياغتها في أسلوب سلس و مميز ولكن ما قرأته فاق توقعاتي فانقطعت برهة من الزمن عن عالمي لترسلني صاحبة الكلمة الساحرة إلى عوالم مختلفة أرى أشخاصها بين فرحة و قرحة بين رضا و سخط بين ايمان قوي و ضعف.. حتى ترى نفسك في كل قصة و كأنك المعني بها و كأن روحك تنتقل بين أرواحهم تؤازرهم و تقف الى جانبهم تهنئهم و تعزيهم.. ان مجموعة القصص هذه هي حقا إضافة للأدب كما للنفس و العقل و القلب فتفتح عينيك على المظلومين و المحرومين و تفزع لحجم الشر في نفوس البعض و غرورهم بأنفسهم و تستغرب جهل الاخرين و حجم العمي الذي أصاب بصائرهم. كل هذا يضاف الى عالم من الجمال في اختيار الكلمة و تركيبها لتشكل نصوصا راقية المحتوى و عميقة المعنى

الثلاثاء، مارس 08، 2016

كل عام وأنت زهرة، بل كل عام وأنت زهرة اللوتس!


بحثت طويلا عن تشبيه يليق بروح المرأة فلم أجد لها سوى “الزهرة” تضاهيها في رقة حديثها، وجمال شكلها، وأريج عبيرها، وقوة حضورها..
وتساءلت كثيرا عن ثمن المكافأة الذي تستحقه تلك التي ربّت وعلّمت وسهرت وترمّلت وثُكِلت وشُرِّدَت وهُجِّرت في الحروب، وهُدِمَّت أحلامها وسرقت ضحكتها ودفنت طموحاتها، التي أبدعت وانفردت، التي أعطت دون مقابل وربتت على كتف الألم والمعاناة لتبقى جبّارة كجبل أمام العواصف الهوجاء…
هنا المرأة المتعلمة المثقفة التي تداوي الآلام وتسد ثغرات الجهل والرجعية، التي تتفنن في زخرفة الحروف وصقل الكلمات لتهبنا جملا وعبارات مبتدعة.. وهناك الثورية ابنة الحروب أم وأخت وزوجة الشهيد، تودِّع الغالي ثم تلتفت لتنحت من ألمها أملا جديدا، تحمل في يمناها بندقية وفي يسراها شعلة للحرية.. وهنالك في موطن آخر غير موطنها تنكِّس لك القلب تلك اللاجئة التي استودعت الحرب ذكريات طفولتها وشبابها وفرّت بفلذات كبدها علّها تجد لهم فسحة أمل يفرشون عليها ضجيج طفولتهم البريئة.. وفي أقاصي الجبال هناك الكادحة التي لن نستطيع سوى استراق النظر إليها بخجل المستضعفين، تلك التي لا تقف لساعات وساعات أمام المرآة، تلك التي أحنت ظهرها ليستقيم حال أسترتها…
أي عيد يستطيع أن يختزل في سويعاته سنوات بل قرون من العطاء، فمهما اختزلنا عبارات الشكر والثناء لنصوغها بلسما لأجل قلبها النابض بالعطاء لن ترده إلينا سوى أضعافا مضاعفة، وهنا تستوقفني مقولة للكاتب التركي عزيز نيسين :” كلما قدمتم للمرأة شيئا تعيده إليكم مضاعفا بمرات عديدة، إن قدمتم لها بيتا تعيده إليكم عشا دافئا.. وإن قدمتم لها خضارا تعيده إليكم طعاما شهيا.. وإن قدمتم لها ابتسامة تقدم لكم قلبا محبا..”
كل عام وأنت زهرة، بل كل عام وأنت زهرة اللوتس مهما اشتد تلوث المستنقع الذي تعيش فيه غير أنها لا تزداد سوى جمالا وروعة..

الاثنين، يناير 18، 2016

هذا الكاتب مفلس!


الكاتب غير القاريء مفلس ليس من عدد القرّاء أو المعجبين وإنما بما سيقدمه لهم في كل مرة، هذا ما يمكن استنتاجه من خلال بعض البحث والتقصي لحالة بعض الكتّاب الذين لم يهضموا بعد فكرة إلزامية الغوص في بحر القراءة والإطلاع…
من المؤكّد أن الموهبة تلعب دورا فعالا في الأمور الإبداعية غير أنها وحدها لا تكفي البتة ولا تسدُّ رمق المتتبع والمتطلع دوما لكل ما هو جديد ومختلف… فكل عمل يحتاج إلى جهد جهيد حتى يخرج في صورة بعيدة عن الشوائب والثغرات المسيئة للعمل والعامل عليه في نفس الوقت…
ولعلنا لو غيرنا الوجهة قليلا إلى موهبة الرسم سنُدرِك أكثر فداحة الموضوع، فلو سلمنا أن هناك طفلا مبدعا رسم لوحة جذابة سنعجب بها حتما، هذا الطفل، ومحاولة بعد الأخرى سينجز لنا اللوحة لكن بصورة مكررة رغم أنها في إطار جذَاب وقالب جميل فالمحتوى واحد وخطوط الريشة تدور في نفس الحلقة خالية من روح الانعتاق إلى ما هو أسمى، فلا تتحرر من ذلك الشكل أبدا إلى شكل أكثر تنوعاً… وستحنط في إطارها..
على هذا الرسام أن يشرع عينيه جيدا ويزحف بعيدا عن قوقعته نحو عوالم جديدة ومبتكرة في الفن فكثرة التأمل في الفن الراقي تجعل المتأمل لا يرضى سوى بما هو أرقى، وكذلك إذا جعلنا المقولة تنعكس على الكاتب فليس بوسعنا إلا أن نضيف بأن الإلهام لن يتدفق بشكل متميز إلا إذا جعلناه ينهل من روافد متشعبة… كل إنسان لديه الحق في الإبداع أو ممارسة العمل الإبداعي وكل كاتب ما هو إلا تلميذ في مدرسة الكتابة ولكي يستفيد من هذه المدرسة العريقة ولا يكون تواجده فيها منحصرا في تسجيل اسمه فقط أو كسب شهرة ونجاح ساحق يقيمه بموضة ال “باست سيلر” عليه يقتفي آثار كبار الأدباء والكتَّاب ويُنصِتَ جيّدا لنصائحهم التي تجتمع كلها في خانة حتمية المطالعة..
ولو أردنا أن نعطي مثالا بسيطا عن العقار الذي تمنحه المطالعة للفرد لن نجد أحسن من العصامي، العقاد الذي قال عن أدبه أنه “ليس مروحة في أيدي الكسالى النائمين” ، نعم العقّاد الذي لم يكمل دراسته فتحت له كثرة المطالعة أبوابا من الفكر الفذ جعلته يقارع به كبار الأدباء والمفكرين، فلولا قراءة العقاد لخمسين ألف كتاب خلال حياته مثلما ذكر تلميذه أنيس منصور، ولولا إطلاعه على غياهب الأدب المكدس على الورق هل كان يستطيع أن يرفض بأن يكون مروحة في أيدي الكسالى النائمين؟…
الإنسان بطبعه ما هو إلا باحث عن ذاته، ولن يجد هذه الذات إلا إذا عُجِن وتقولب مئات المرات، ولن يجد جلده الحقيقي إلا إذا غيّره باستمرار، وبالتالي لا بد للكاتب أن يحرر نفسه مرارا وتكرارا في بحر القراءة ليعيد جمع شتاته داخل محبرته…
إلهام مزيود

الخميس، سبتمبر 03، 2015

عيد ميلاد جديد... ما زال واقفين

ورود بيضاء، حمراء، بنفسجية.. وتلك التي لم أحفظ لونها الزاهي ولا شكلها البديع كلها كانت تطوقني من كل ناحية، بعضها متناثر على سريري وبعضها الآخر ملقى على الأرضية بطريقة فسيفسائية لا نظير لها، فركت عيني من الدهشة وأرسلت بيدي كالعادة كي تمسّد شعري فاصطدمت بقوس من الياسمين يزينه، يمتد من خلف أذني اليمنى إلى خلف زميلتها اليسرى، خمنت أنه جذاب جدا...
ولأبسِّط المنظر أكثر رغم تعقيده وأضعكم في الصورة فقد كانت هناك أشكال مختلفة تنبثق منها شعلات لا يمكنني أن أصف روعتها وجاذبيتها ببضع كلمات غير أن ما يمكنني قوله هو أنها أعطت الغرفة جاذبية لا مثيل لها...
ثم شدّ سمعي الاهتزازات التي كانت تخترق أذناي، رفعت عيناي وصرخت كالمصعوقة، نزار يلقي شعرا لأجلي أنا؟
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
أقولُها لكِ،
عندما تدقُّ الساعةُ منتصفَ الليلْ
وتغرقُ السنةُ الماضيةُ في مياه أحزاني
كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ..
أقولُها لكِ على طريقتي..
متجاوزاً كلَّ الطقوس الاحتفاليَّهْ
التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة..
وكاسراً كلَّ تقاليد الفرح الكاذب
التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة..
ورافضاً..
كلَّ العبارات الكلاسيكية..
التي يردّدها الرجالُ على مسامع النساءْ
منذ 1975 سنة..

أوووه لا أصدق ما أسمعه، ثم ها هو إشعار بوصول رسالة ا س ا م أس برنة صوت فيروز كالعادة، لم استعجل الأمر فقد أعطيت فيروز الفرصة لتأخذ راحتها وهي تترنم:
مرقت الغريبة عطيتني رسالة
كتبها حبيبي بالدمع الحزين
لقد أكمَلت كلماتها، هذا ما قلته لنفسي وأنا أفتح الرسالة التي لم استطع معرفة محتواها، ربما لأنها لم تصلني أصلا، أو لأنها تصر أن تضعني في الصورة الحقيقية للوضع:
فتحت الرسالة حروفها ضايعين
ومرقت أيام وغربتنا سنين
وحروف الرسالة محيها الشتي...
فركت عيني بتثاقل كي أصحصح، ثم لإزالة الدهشة السابقة صفعني هذا اليوم صفعة قوية جعلتني أقف منتصبة في مكاني وأنا أردد إنه الثالث من سبتمبر، عيد ميلادي، لقد أتى، لقد أتى...
 ينقصني فنجان قهوة كي استوعب ما كان وما لم يكن وما لن يكون أبدا في حياتي... محمود درويش رافقني إلى المطبخ كيف لا وهو جامع شتاتي ومفرقه...
وحدي أعد القهوة
وحدي أشرب القهوة
فأفقد من حياتي، أفقد النشوة...
أَ كَان عليك يا درويش أن تضعني في هذا الموقف المحرج في مثل هذا اليوم؟ أ كان عليك أن تذكرني بالذي لا يُنسى أبدا؟
لم يعد أحد يحس بأحد هذه الأيام، هذا ما قلته لنفسي وانصرفت إلى مكتبي الصغير أحاول تخليد الذكرى والاحتفال رفقة الورق...
في العام الماضي كتبت الذكرى وقلبي ينبض بدقات ابنة الثامنة عشر سنة 18، عام وحيد مضى كان كفيلا بأن يقلب الرقمين فأكتب عيدي هذا وقلبي ينبض بدقات ابنة الواحد والثمانون سنة 81 ، يحدث أن نشيخ فجأة، ولا معنى لطرح تساؤلات مثل: لماذا؟ وكيف؟ وما الذي حصل؟ قد يكون السؤال المنطقي: هل صحيح أن الخيبات المتكررة تقذف بنا إلى أرذل العمر؟
نعم فقد انتظرت فرحة تهز أوصالي...
انتظرت حلما يطير بي حين احققه...
انتظرت ألوانا زاهية تلون أيامي...
غير أنه في مكان خفي كانت تتربص بي الخيبة، لتنقض عليّ وتزيل كل الانتظارات السابقة...


ربت على كتفي، مسحت دمعة لم تنزل أبدا من عيني، ودون أن أحرك شفتي ابتسمت لنفسي وقلت بكل فخر: ما زال واقفين، كل عام وأنا بخير ...