بقلم: جهان سمرقند
تزوجي رجلا يقرأ
لأنه سيراك كتابا مقدسا يتلوه طرفي النهار و زلفى من الليل. أو كتابا نادرا يملك
وحده مخطوطته الضائعة..يقلب صفحاته بحذر خشية أن تتمزق..
تزوجي رجلا يقرأ
لأنه سيحاول جاهدا أن يثبت لك في أول لقاء لكما أن شوبنهاور أحسن من هيغل بدل أن
يسعى إلى استمالتك ببضع كلمات حب، ليس لأنه لا يجيدها ،إنما لأنك أنت قصيدته التي
لا يريدها أن تنتهي
تزوجي رجلا يقرأ
لأنه سيسافر بك إلى مدن لم يزرها وأزمنة لم يشهدها..ستعيشان حبكما في زمن
الكوليرا..سيأخذك لزيارة "الحي اللاتيني" ليعرفك على "البؤساء"،
سيطير بك "في سماء كوبنهاغن" و يخبرك عن " خفة الكائن التي لا
تحتمل".. ستمران على " تاجر البندقية" في بحثكما عن "لقيطة اسطنبول"..و في
"زقاق المدق" ستلتقين " أولاد حارتنا"..ستشهدين معه أزمنة
" الحرب و السلام" و تسافرين " في قطار الشرق السريع" إلى
" سمرقند" و في طريقكما ستنبهرين إذ يريك " ألف شمس مشرقة".. و
على "باب الشمس" سيهديك "طوق الياسمين" و يعبر بك إلى "
الألف" و سيلقنك هناك "قواعد العشق الأربعون" كوردٍ صوفي..سيقيم على شرفك " وليمة من أعشاب البحر"
يدعو إليها "زوربا" و " دون كيشوت" و "آنا
كارنينا"و "هاملت"..سيكتفي بك وحدك لـ" مائة عام من
العزلة"و لا يستبدلك بـ "فتاة من ورق" ستهب عليكما " رياح
الجنوب" فتضيعان في "فوضى الحواس"..لكن لأنه يقرأ سيجد "
نجمة" يهتدي بها.
إن تزوجتي رجلا
يقرأ فاستعدي لأن تكوني أما لعمر الخيام و نظام الملك و آق شمس الدين و مالك بن
نبي و اشكري حظك لأن إدارة المستشفى رفضت أن يحمل أبناءك أسماء كبورخيس و هاروكي و
نيرودا و اوشو..لكن دعي له أيضا فرصة اختيار أسماء البنات لأنه سيختار حتما أسماء
الملكات " زنوبيا" أو " بلقيس" أو ربما أسماء مدن من التاريخ
"قرطبة" أو " إشبيلية" أو في أسوء الأحوال أسماء لروايات
" لوليتا" أو "بريدا"
تزوجي رجلا يقرأ،
فإنه يمتلك في رصيده من كلام الغزل ما يكفيك عمرا..قد يغازلك بشعر صوفي لابن
الفارض أو بأبيات ماجنة لابن الرومي..
إن تزوجتي رجلا
يقرأ فلا تقاطعيه أثناء قراءته لكتاب و لا تنزعجي من ردة فعله إن قاطعته، فبعد أن
ينتهي من القراءة سيمسك يدك و يرحل بك إلى أماكن لم تخلق بعد و أزمنة لم توجد و
هناك سيتوجك ملكة .
تزوجي رجلا يقرأ
لأنك ستكونين محرابه و سجادة صلاته فيعلمك رقصة " سماع"..و في أحيان أخرى
ستكونين زجاجة خمره و ثمالة كأسه و سيرقص معك رقصة "زوربا".
تزوجي رجلا يقرأ و
لا تستغربي إن كان يحمل كتابا ثم رفعه قليلا ليغطي به وجهه، و اعلمي حينها أن دمعة
ترقرقت في عينه لأن مقطعا ما قد فرك قلبه.
إن تزوجتي رجلا
يقرأ لا تستغربي إن كانت مكتبة بيتكما مليئة و الثلاجة فارغة ..فهو يؤمن أننا
خلقنا لنقرأ لا لنأكل .
إن تزوجتي رجلا
يقرأ فبإمكانك دائما أن تصالحيه بكتاب أو حتى سطر من كتاب .. فقط اختاري الأحسن.
تزوجيه يقرأ، و
سيطلع أبناءك في سن مبكرة على النص الكامل لـ "أليس في بلاد العجائب" و
"رحلة غوليفر".
إن أردتي أن تعيش
أكثر من حياة و في أكثر من مكان فتزوجي رجلا يقرأ..
و الأفضل من ذلك
تزوجي رجلا يكتب.
عجبتني المقالة جدااااااااااااا:)
ردحذفنورتي مدونتي يا نيللي :)
حذفأعجبتني جدا جدا .. حلو ان تشترك الزوجة والزوج في نفس الهواية.
ردحذفزوجي كان قارئ متخصص في العلوم الدينية وبعد أن تزوجنا بدأ يخرج من هذه الدائرة ويقرأ كتب التنمية والتاريخ والكتب الاجتماعية والسياسية لكنه لم يعرج حتى الآن على الكتب الأدبية من الروايات ودواوين الشعر باستثناء كتبي طبعا.
يعني زوجك يا امتياز في تطور ملحوظ هههه
حذفجميل جدا الرجل القارئ <3
روووعة .. فعﻻ من أجمل ما قرأت و لو أعلم أن كل ما ذكرتيه هي سمات شخصية قد تصقلها القراءة لكنها إن لم تكن موجودة أصﻻ فالقراءة لن تخلقها وأعرف نماذج من أفضل الرجال في القراءة ومع ذلك فهو مع زوجته رجل عادي جدا بل أكثر من عادي .. اﻷصل في كل ذلك الفطرة وطبيعة الشخصية فيما إذا كان مرهف الحس والخيال أم ﻻ
ردحذفتحياتي لرقي الفكرة والكاتبة
القراءة تنمي العقل فعلا وتصقل الشخصية وهذا بصفة عامة، اما الحالات الشاذة فأنا أوافقك الرأي فيما يخصها...
حذفشكرا لمرورك
واو عجبتني كتير
ردحذفأهلا رحاب
ردحذف