السبت، فبراير 07، 2015

أين نذهب يا بابا؟



عنوان الكتاب: أين نذهب يا بابا؟
  الكاتب:
ترجمة: أيمن عبد الهادي.
عدد الصفحات: 130صفحة
تاريخ القراءة:   فيفري 2013
التقييم: 4 نجمات.

 

جرعات متتالية من الألم مع كل صفحة أقلبها 

نعم هكذا أنهارت كل أحلام الأب أمام لعبة الوراثة .
كم هو مؤلم وقاس أن تغمض عينيك للحظات وتتخيل حياتك مع طفلين معاقين مختلفين عن كل أقرانهما ... أن لا ترقب تطورهما الجسدي عبر مرور الزمن لأن الزمن يتحرك وهم يبقون ساكينين صامدين أمام كل التطورات الفكرية في حين تكون البيولوجيةسابقة للزمن ..فيشيخان وهما في ربيع العمر .
سيكون مؤلما حتما أنك لن تسطيع أن تقول لابنك أحبك لانك مهما صرخت فلن يسمعك .
أحاسيس كثيرة ستختصر ، حركات ومشاعر ستلغى من حياتك فقط لأن لديك أطفال معاقين 

**
يا عصفوراي الصغيران، ينتابني حزن عميق عندما اتذكر أنكما لن تخبرا أبدًا ما قد صنع لي أهم لحظات حياتي.
هذه اللحظات الرائعة حيث يختزل العالم في شخص، لا نوجد إلا من أجله ولأجله، نرتعش عندما نسمع وقع خطواته، حين نسمع صوته، وتخور قوانا عندما نراه، من نخشى كسره من فرط ضمه، من نضطرم حين نقبله، ويصبح العالم من حولنا مشوشًا ... لأنه واحسرتاه، عصفوراي الصغيران، لن تعرفا أبدًا أن تقرنا الضمير الشخصي المفرد والصيغة الخبرية المضارعة لفعل: يُحب

**
بالموازاة سيكون الألم مضاعفا عندما ترى أطفال أقرانك " طبيعيين" لا عباقرة ولاخارقين للعادة فقط طبيعيين 


“عندما نشاهد طفلاً وليداً نتعجب. يا لحسنه. ننظر إلى يديه نحصي عدد أصابعه , و نسجل خمسة في كل يد , نفعل الأمر نفسه مع قديمه , و نصاب بالدهشة , ليسوا أربعة ولا ستة , فقط خمسة , كل مرة هي معجزة . و لا أتحدث عن الداخل , الأكثر تعقيداً. 
أن بصبح لك طفل , أمر يستحق المجازفة ... لا نربح في كل المرات . و لكننا نستمر في فعل ذلك.

في كل ثانية على الأرض تلد إمرأة طفلاً... 
يتعين العثور عليها و الحديث إليها لكي تتوقف , يضيف الكاتب الهزلي . 
-أين نذهب يا بابا؟-” 

وضعنا الكاتب في جو لامتناهي من الأسى بتلك التشبيهات المستمدة من عمق الواقع المعاش لدى هذه الفئة فكان التصوير غاية في الأبداع .



جعلني الكتاب أفكر كثيرا واعيد جميع العبارات التي كان يسردها الأب ، وتساءلت كثيرا، ترى أيعلم آباء الأطفال العاديين انهم في نعيم ... أنهم عاشوا لحظات العمر كما ينبغي ... أن كل الوقائع قد مرت دون بتر لأي حدث 
!!!!
في النهاية شكرا للكاتب فقد جعلني أدرك معنى أن يكون الطفل طبيعيا أو العكس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق