الأحد، فبراير 08، 2015

لغتنا العربية تئن تئن ...تئن

 

بعدما أنَت وانتحبت ثم تقوقعت وتشردت عروبتنا، هاهي عربيتنا تختنق أقصد هنا لغتنا العربية، تلك اللغة الجميلة الجذابة التي حين تغوص في ثناياها ستستعصي عليك العودة. طبعا أنا لا أطلب من أحد الغوص في بحور الشعر وعلم البلاغة والمرسى على شواطئ الأبجدية ...لا طبعا فهذا الأمر أصبح مثل الحلم للكثير .

وعتبي هنا ليس على السيد "مارك" مثلا أو غيره ممن سهل تكنولوجيا الفيس بوك والمنتديات وبقية المواقع، العتب ليس على من اخترع لوحة المفاتيح التي جعلت " العربي" المسكين ينشر غسيل اخطائه اللغوية والنحوية المتشعبة بكل سذاجة، ولكن العتب علينا نحن الذين نغض البصر عن مثل هذه العورات، العتب على اولئك الذين يفتخرون بأنهم لا يجيدون العربية ، او يكتبونها بحروف اجنبية ( فرونكوفون او انجلوفون)fhamtouni :p !?
فخلال تجوالك هنا وهناك وتصفحك لهذه الشبكة اللامحدودة ستجد العربية في ركن محدود مخنوق تئن بصمت قاتل، تئن بصوت مبحوح، تئن بوجه محمر حد الانصهار من فرط الخجل..." لماذا ابتلاني ابنائي الشرعيين بكلمات لاشرعية ؟ لماذا احرجوني بكتابة كلمات مثل، شكرن، عفون، جدن، .... أي ذنب اقترفه حرفي الذال والظاء ليتم مزجهما بحرف الزين لتهجين كلمات معاقة؟ "  ( أي زنب؟ لمازااا؟ ) D:
يا عربية ياحبيبتي ( لا أقصد هنا قناة العربية فهي ليست حبيبتي)، يا لغة يا عربية يا حبيبتي اصبري وصابري فالإمام علي كرم الله وجهه الذي كان يشكل من حروف الأبجدية ابداعا لا متناهيا قد رحل ...وقافلة الخنساء وقيس وغيرهم قد اضمحلت في صحراء تقهقرنا ... اصبري وحسب :) 
والفرنسي وليم مرسيه الذي قال بأن: ( العبارة العربية كالعود ، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور )
هذا الفرنسي المسكين لا يعي بأن العود كُسِر بأيدينا، وان مواصلة البعض منا العزف بعود مرمم لم يعد يصدر سوى نشازا .
وأحب أبشر بالمناسبة الاستاذ مصطفى صادق الرافعي _رحمه الله_ بأن لغتنا ذلت وانحطت وجنسيتنا زالت وأصبحنا بلا جنسية فعلا يا عم :( 
قال الأستاذ مصطفى صادق الرافعى - رحمه الله - فى كتاب " وحي القلم" :  
   ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ فى ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرِضُ الأجنبيُّ المستعمرُ لغتَه فرضاً على الأمةِ المستعمَرَة ، ويركبهم بها ويُشعرهم عَظَمَته فيها ، ويَستَلحِقُهُم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً فى عملٍ واحدٍ : أما الأولُ : فحبْسُ لغتهم فى لغتِهِ سِجناً مؤبداً . وأما الثاني : فالحكمُ على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً . وأما التالثُ : فتقييدُ مستقبلهم فى الأغلالِ التى يصنعُها ، فأمرهم من بعدِها لأمرِهِ تَبَعٌ . " إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ . والتاريخ صفة الأمة ، كيفما قلَّب أمر الله ، من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها : .

اعتذر ان كان النص يحوي اخطاء نحوية :)

ملاحظة : أنا طبعا استخدم الفرونكوفون كثيرا يعني هذا الكلام موجه لي أولا وقبل كل شيء :p

هناك تعليقان (2):