الأحد، فبراير 01، 2015

زمن الخيول البيضاء


عنوان الكتاب: زمن الخيول البيضاء
الكاتب: ابراهيم نصر الله .
عدد الصفحات: 511 صفحة
تاريخ القراءة:   20-30 جانفي 2013
التقييم: 5 نجمات.
 
قد يكون الأنسب القول : كان يا ما كان : كان منذ زمن ليس ببعيد جدا وطن مهد للديانات ، وطن العروبة والأصالة اسمه فلسطين ...
مرت السنين ، لم يتغير الاسم فالأشياء الوحيدة التي تضل صامدة هي الأسماء ، نعم بقي الاسم فلسطين لكنه أضحى ممزقا لفرط الطعنات المتتالية التي تلقاها في الظهر وفي كل مرة من الصديق قبل العدو .
ولأن " عيبنا نحن الشرقيون أننا كرماء للغاية حتى أننا نعطي قلوبنا لأول عابر سبيل" كما يقول ميخائيل نعيمة ، فإن كرمنا لم يكن سوى غباء .
بالرجوع بالمأساة الى الوراء قليلا فإن الكاتب "ابراهيم نصر الله " قد أبدع في سرد وقائع قضية فلسطين مجسدة في قرية عربية أصيلة ، ثائرة فيما بعد... تدعي " الهادية ".
***


من هنا بدأ الخطأ اذ أن تلك الشهامة أو العنترية الزائدة في بعض الاحيان لم تكن لتمنع أي سيف قادم من الصدأ في غمده ، أو حتى أن تمنع السيف الذي ضل مستعملا أسلوب الطعن في الظهر ، فمنذ زمن لم يعد يقترن اسم العربي سوى بالغدر والخيانة، اذ ان الذي ساعد ووطأ أقدام اليهود والبريطانيين وقبلهم العثمانينن على أراضينا هم الخونة .
العثمانيون وإن كانوا أقل اذى من اليهود غير انهم مهدوا الطريق لكل ما اتى ب‘ضعاف الارض وانهاك كاهل العباء بالجزيات و الإتاوات.
الكاتب جعلنا نعيش فصول المأساة التي غلب عليها الشتاء القارس ...استطاع بكل عبقرية نقلنا من حيث نحن الى عالم " الهادية" ذلك العالم الذي عشنا أراحه و مآسيه على جرعات متتالية ، دخلنا مجتمع الهادية من باب الأصالة والذي تتقدمه الخيول العربية ، ومع كل فصل يكون التعلق بالاشخاص، حتى بالاشياء والاشجار 
والحيوانات، بالعادات والتقاليد بأعراس الهادية وبالاماكن التي يبعث ذكرها الحنين في الروح


وتسير الأحداث رغم قساوتها انطلاقا من محاربة ظلم العثمانين وصولا الى غطرسة وويلات المصائب والجرائم والآلام الامتناهية التي جاء بها اليهود عن طريق وعد بلفور ...هناك مئات الادرع البشرية التي كانت من المتصدين لهذه الغطرسة والممثلين ب "خالد" ذلك الرمز الذي رغم استشهاده الا انه ضل خالدا في صفحات الزمن ، فالرجال من هذا النوع لا يموتون أبدا ، مثله مثل شخصيات كثيرة هزتني في الصميم وسكنت وجداني ، شخصية " المرزوقي" ذلك المحامي الفذ الذي يمثل الطبقة المثقفة التي لم تتوان عن التضحية بكل غال لنصرة الأرض والحق وغيرهما الكثير الكثير ...
في حين تشمئز النفس ممن كان يلعب على الطرف الآخر وباع الأرض بتلك العهود و الوعود الكاذبة التي تغير اسمها كل مرة حسب الحاجة فتارة "الهدنة" واخرى "الصلح" وغيرها "التعايش" و....
فكان كل خائن يتفنن في لعق احذية العدو كي يمهدها للدوس على أرضنا .


رائعة " زمن الخيول البيضاء " جعلتني أحدق كثيرا في هذه الخريطة التي أضحت مخزية ... وعاجزة عن إضافة أي شي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق