الاثنين، يناير 12، 2015

انما نحن جوقة العميان

عنوان الكتاب:انما نحن جوقة العميان.
الكاتب: تركي الدخيل .
عدد الصفحات: 180 صفحة
تاريخ القراءة:   ديسمبر 2014.
التقييم: 03 نجمات.
 

كتاب بسيط ولج بي بابا كنت دائمة السؤال عنه، عن حالة المكفوفين كيف يرون الدنيا في مخيلتيهم، كيف يحسون بنا وبالعالم المحيط بهم، هل يحلمون؟ هل يفرحون؟ كيف يتألمون؟ كثيرة هي الأسئلة التي تتردد على خاطري دوما تمنيت أن اجد الاجابة الشافية في هذا الكتاب غير انه كان ضحل جدا أمام ما كنت اتوقعه منه... 
أكثر تجربة جذبتي هي تجربة المطعم الفرنسي المظلم والذي يخدمك فيه المكفوفين، هنا حبست انفاسي وبدأت اتخيل نفسي داخله مكفوفة تسيرني المكفوفة التي كانت تسير الكاتب وصديقه... 
بعد هذا الجزء تحدث تركي الدخيل مطولا عن الكفيف السعودي المخترع "مهند أبو دية" الذي تجاوز محنته وضافر من جهوده الاختراعية بدل الخنوع والاستسلام لعالم الظلام مع أنني أرى الأمر صعب جدا... فكما اخبرتني يوما صديقتي الكفوفة أنه من الأفضل أن يولد الانسان مكفوفا على أن يرى جمال الكون ، سلبياته وايجيابيته، الوانه المختلفة ثم يصاب بالعمى فيما بعد إانه لأمر صعب جدا و أغلب من حدث معهم هذا فقد عقله بسبب عدم تقبله الوضع الجديد... 
في اخر الكتاب لمستني جدا القصيدة التي كتبها الشاعر نزار قباني للأديب طه حسين، كانت رائعة ومؤثرة..


ضوءُ عينيكَ أم هما نجمتانِ
كلهم لا يَرى... وأنتَ تراني
ضوءُ عينيكَ أم حوارُ المرايا
أم هما طائران يحترقانِ
إرمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى
إنما نحن جوقةُ العميانِ
أيها الأزهريُّ يا سارقَ النارِ
ويا كاسراً حدودَ الثواني
عُدْ إلينا فإن عصرَك عصرٌ
ذهبيُّ ونحن عصرٌ ثاني
سقطَ الفكرُ في النفاق السياسي
وصار الأديبُ كالبهلوانِ
عُدْ إلينا يا سيدي عُدْ إلينا
وانتشلْنا من قبضةِ الطوفانِ
أيها الغاضبُ الكبيرُ تأمل
كيف صار الكُتّاب كالخرفانِ
إن أقسى الأشياءِ للنفسِ ظلماً
قلمٌ في يد الجبانِ الجبانِ

إنني في حُمّى الحسين وفي الليل
بقايا من سورة الرحمنِ
تستبد الأحزانُ بي فأنادي
آه يا مصرَ من بني قحطانِ
حبسوا الماء عن شفاه اليتامى
وأراقوه في شفاه الغواني
يشترون القصورَ... هل ثمَّ شارٍ
لقبور الأبطال في الجولانِ
يشترون النساء... هل ثمَّ شارٍ
لدموع الأطفال في بيسانِ
يشترون الدنيا وأهل بلادي
ينكشون التراب كالديدانِ
لمن الأحمرُ المراقُ بسيناء
يحاكي شقائقَ النعمانِ
يا هوانِ الهوانِ هل أصبح النفط
لدينا أغلى من الإنسانِ
أيها الغارقونَ في نعمِ الله
ونعمى المربرباتِ الحسانِ
قد رددنا جحافلَ الرومِ عنكم
ورددنا كسرى أنو شروانِ
وحمينا محمداً وعلياً
وحفظنا كرامةَ القرآنِ
فادفعوا جزية السيوفِ عليكم
لا تعيشُ السيوفُ بالإحسانِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق