الثلاثاء، يناير 27، 2015

كيف أدرك العالم؟



عنوان الكتاب: كيف أدرك العالم؟
الكاتب: أولغا سكوروكووفا .
عدد الصفحات: 529 صفحة
تاريخ القراءة:   19- 25 جانفي 2015
التقييم: 5 نجمات.

كنت أجهل مسبقا وقبل أن تقع عيني على كتاب " كيف أدرك العالم" أن هناك امرأة عمياء ،صماء، بكماء، انبثقت من المعاناة لتتربع على عرش العظمة باستثاء هيلين كيلر طبعا... غير أن معلومتي هذه تعرَّت نهائيا بعد قراءتي لكتاب أولغا لتكشف عن امرأة فولاذية فذة عرفت كيف تزيح الأشواك التي غرسها المرض لتنثر ورودا فاح عبيرها في كامل انحاء العالم...

في هذا تحكي العالمة الروسية اولغا عن حياتها بدءا بميلادها ثم مرضها وعماها بعد سنوات قليلة وصولها الى كفاحها ضد عماها وصممها وقدرتها الفائقة على تواجز المحن والصعوبات لتغدو امرأة ناجحة وباحثة شهيرة...
تجعلنا اولغا نعيش جانبها النفسي والمعنوي وتأخذنا لمكامن روحها عبر طريقة سردها وتقسيمها للكتاب بشكل جذاب غير انه قد يراه القارئ مملا بعض الشيء كما حدث معي في أول قراءة...
كتبت اولغا العديد من البحوث وزارت العديد من المتاحف ودور السينما والمسرح، كما قرأت لكبار الكتاب الكلاسيكيين والمعاصرين وتواصلت معهم وقد تكون الرماسلات التي كانت تتم بينها وبين الروسي الشهير غوركي خير مثال على سعة ثقافتها وعلى تصميمها واصرارها للوصول لمثل هذه المراتب وقد اثنى عليها غوركي كثيرا وعلى ارادتها القوية وهو القائل في احدى رسائله:

أتذكرك كما أتذكر رمزا للطاقة والحيوية، على الرغم من كل العوائق الجسدية فإن شخصيتك يا أولغا تمثل لي رمزا لقدرة العقل على فعل المستحيل"

ولوعها بالشعر ايضا فقد كتبت اولغا عدة قصائد اخترت منها هه القصيدة التي قد تجيب على الكثير من التساؤلات العالقة في اذهان الكثيرين الماعطشين اكثر لسبر اغوار عالم العميان...

ويساءل الناس من ذوي الآذان المرهفة
القادرين على تأمل ضوء القمر وشعاع الشمس:
ماذا يمكن أن تقوله عن هذه الروائع؟
وماذا يمكن لصماء أن تسمعه من نداءاتها
***
آه، بلى.. أنا ادري بشذى الربيع
وأناملي تترجم حفيف السنديان
والحديقة الندية تبرح لي على- الدوام
وتدعوني إلى أن أحلم وأترنم
***
ما همني ان لم أتأمل بريق عينيها
ما همني إن لم استمتع برنين صوتها العذب
ولي يد ماهرة قادرة على التعبير
عن أعمق انفعالاتي وأروعها!
***
الفكر والعاطفة.. أنا قادرة على حبهما
كما نحب عبير زهرة شفافة
وكما نعشق لغة الصداقة الصافية
وكما تحن يد إلى يد تداعبها
***
وأنا بالعقل أرى وبالقلب أصغي!
وأحلامي تجوب العالم
ترى هل يُحسِن المبصرون دائما
التعبير عن الجمال والابتسام في حضرة الصفاء؟
***
وعندي محل السمع والبصر
ما شئتَ من صادق العواطف
ومازال فكري المتقد المرن المتفائل
يغمس ريشته في ألوان الحياة الزاخرة
***
واذا ما فتنتَ بشعر أو نغم
فلا تزهُ عليَّ
وخير للأعمى ألف مرة
أن تمد له يد دافئة
تعتقه من قفصه 

 دونما شفة مزيفة!

 

أولغا رفقة معلمها العالم سوكوليانسكي


نصيحة: اقروا الكتاب 

 ملاحظة: تجاوزوا سوء الطبعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق