الخميس، يناير 15، 2015

لماذا تقتل يا زيد؟


عنوان الكتاب:لماذا تقتل يا زيد.
تأليف : Jurgen Todenhofer
.
عدد الصفحات: 375 صفحة
تاريخ القراءة:   من 10 إلى 13 نوفمبر 2014.
التقييم: 4 نجمات.


و لازلت مستمرة في قراءاتي مع ما يسيله المشهد العراقي من حبر بعدما نزف ما لا يُطاق من الدم والألم.
هذه المرة كاتب أجبني يكتب العراق حسب ما رآه وحسب ما شهده وما يعتقد أنه السبيل لإيصال صوت العراق المكتوم...
الكتاب يحتوي على جزأين:
الجزء الأول وهو ممل مقارنة بجزئه الثاني، ففيه يتطرق الكاتب لرحلته الشاقة من سوريا وصولا إلى العراق بطريقته الغير شرعية لهدف شرعي وهو معاينة الوضع وتداعيات ما يسمعه من الإعلام الغربي عن كثب... اختار أن يكون منطلق بحثه وتقصيه بعيد عما يبثه الإعلام الغير محايد، هناك على ارض العراق تعرف على عدة شخصيات، هؤلاء الأشخاص تحدثوا عن أسباب لجوئهم إلى الجهاد وعن الدوافع التي حثتهم على رفع السلاح في وجه المحتل، كما أكد هؤلاء الأشخاص براءتهم مما يصنعه الإرهاب المتطرف تحت لواء الإسلام...
وكان من ابرز هؤلاء الأشخاص الفتى "زيد" الذي مثل الشاب العراقي الذي اختزل في روايته روايات ألاف الشباب المضطهد من قبل محتل كبس على حريته وحرية وطنه من جهة ومن قبل ميليشيات ومرتزقة أتت إلى العراق خصيصا لتلوث راية الجهاد...
طبعا مع كل رواية ترويها احد الشخصيات ستعيد صياغة السؤال الذي يعتبر "عنوان الكتاب" بأحد الصيغ التالية: _ ولماذا لا تريده أن يقتل يا دكتور يورجين؟
_ لماذا تقتل يا بوش؟
_ لماذا صنعت قوى الشر عصابات وتنظيما إرهابية واتت تحاربها على أرض العراق؟
_ أين النووي الذي أتيت من أجله يا أمريكي؟ وماذا لو دولة عربية مثلا "رفعت صوتها فقط" اقصد لم تتعد عليها فقط نهرتها ماذا سيكون قد حل بها؟
الإرهاب لا دين له... القتل، التشريد، الدمار، الخراب لا ينتمون لديانة محددة، إنهم أبناء الجشع حين يتزاوج مع اللا إنسانية...
****
في الجزء الثاني من هذا الكتاب وهو الجزء الأكثر تشويقا والأجود مضمونا بدأ الكاتب في البحث عن جوهر الخلاف بين الغرب والعالم الإسلامي، ولمعرفة أصول الصراع كان عليه قراءة الكتب المقدسة "القرآن، الإنجيل، والثوراة" وقد وصل حتما إلى أن "السبب الرئيسي للإرهاب في العصر الحالي هو الطريقة الغير إنسانية، التي يتعامل بها الغرب مع العالم الإسلامي منذ مئتي عام تقريبا، لا يجوز الاستمرار في احتقار الشعوب، ولن نتغلب على الإرهاب إلا إذا تعاملنا مع الدول الإسلامية بعدل وإنصاف، مثلما نريد ونحب أن يعاملنا الآخر تماما" .
وقد وضع الكاتب 10 فرضيات يمكنها أن تكون حلا للمشكل الشائك والأزلي الذي يدعى "الغرب والعالم الإسلامي" :
1 _ الغرب هو أكثر عنفا من العالم الإسلامي، ملايين المدنيين كانوا ضحايا الحقبة الاستعمارية على العالم العربي.
2_ سياسات نجار الحروب الغربيين جعلت من غير المستغرب تزايد شعبية المتطرفين المنسوبين إلى الإسلام.
3_ الإرهابيون المرتدون لعباءة الإسلام قتلة، والوصف نفسه ينطبق على القادة المتخفين بعباءة المسيحية، الذين يشنون الحروب العدوانية المنتهكة للقانون الدولي.
4_ المسلمون ليسوا أقل تسامحا من اليهود والنصارى، كما كانت لهم مساهمة كبرى في الحضارة الغربية.
5_ حب الله وحب الغير تعاليم جوهرية في الكتاب المقدس، وهي في القرآن الكريم مبادئ أساسية أيضا.
6_ معاناة السياسة الغربية تجاه العالم الإسلامي سببها الجهل المريع لأبسط الحقائق.
7 _ على الغرب معاملة العالم الإسلامي بعدالة وسخاء كما يعامل إسرائل، فالمسلمون مثل اليهود والنصارى قيمة وأهمية.
8_ على المسلمين الاقتداء بنبيهم محمد في العمل لنشر الإسلام الداعي إلى التقدم والتسامح، وعليهم أيضا حرمان الإرهابيين من استخدام قناع الدين.
9_ لا شيء يغذي الإرهاب أكثر من حرب الغرب على الإرهاب. الحروب العدوانية ليست أكثر الأعمال خسة فحسب، وإنما هي الطريقة الأقل ذكاء في مواجهة الإرهاب.
10_ المطلوب اليوم هو فن السياسة وليس فن الحرب، وبالذات في الصراع في العراق ولإيران وفلسطين.
كل الفرضيات واضحة وضوح الشمس غير أنني سأعقب قليلا على أول فرضية، لأني سأستذكر على عجل الجرائم التي افتعلها في دول شتى بحجة إحلال الديمقراطية والسلام، ليس فقط في السنوات الأخيرة بل سنوات القرن الماضي، إذ سجلت الحقبة الاستعمارية تاريخا اسودا للغرب وثورة الجزائر أحسن مثال يبرهن السجل الأسود لفرنسا من خلال استنزاف الثروات المادية والبشرية والتي دامت قرابة ال 130 سنة، لقد استخدم الاستعمار في الجزائر الغازات أكثر من مرة لإبادة قبائل كاملة.




ولكي يدمر ونتسون تشرشل الروح المعنوية العالية للعراقيين ( أثناء ثورتهم ضد الضطهاد البريطاني عام 1920) فقد قام بقصفهم بالاسحلة الكيماوية.
هذا دون الدخول في التفاصيل المتشعبة لحرب افغانستان وحتى فلسطين ولبنان لمن يمتلك ذاكرة ضعيفة فرغم المجازر المرتكبة من طرف اسرائيل غير ان الحصانة التي تمتلكها من دول الغرب جعلتها تنأ×ى بنفسها وبشعبها من مصطلح "الارهاب"..
***
وأنت تقرأ ستطرح على نفسك عدة أسئلة إضافة إلى سؤال الكاتب المحوري:
من أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى؟ أهم المسلمون؟
من أشعل فتيلها في الثانية؟ أهم المسلمون؟
من يمتلك أسلحة دمار شامل؟ أهم المسلمون؟
من فجر في هيروشيما؟ أهم المسلمون؟
أسئلة كثير لن تسع صفحة هذا الريفيو البسيط لذكرها، غير أنك حين تنتهي من طرحها على نفسك مثلما حدث معي، ستعيد لذهنك لب الموضوع "العراق" وقد تبدأ مثلي بترديد كلمات ماجد المهندس المؤثرة:

تفرج ياعراق ويرجع لك شبابك
مشتاق لهواك أريد أحضن ترابك ..

بدينا ياعراق نبنيك ونصونك
تصير الدنيا جنه لو تضحك عيونك
بجنوبك وبشمالك الله يحميك

 بسهلك وبجبالك ألنا يخليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق